يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه " ".
وفي رواية للنسائي مرفوعا: " " إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف فلعله يدعو على نفسه وهو لا يدري " ".
وروى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعا: " " إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بفوات حضورنا في المواكب الإلهية من حين ينصب موكب الحق تعالى إلى أن تنقضي حوائجنا فينبغي الاستعداد لحضورها بتقليل الأكل والنوم على طهارة ونحو ذلك مما يطرد الشيطان عنا فإن الشيطان لا يفارق من ينام على شبع أو حدث، فكلما أراد العبد أن يقوم يوسوس له فينومه.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ صادق حتى يخلصه من جميع العوائق ويخرجه من حضرات الشياطين إلى حضرات الملائكة المقربين، وقد قالوا من شرط العبد الخالص أن لا يكون له عوائق تعوقه عن حضرة خدمة مولاه في ليل أو نهار.
وبالجملة فأهل المواكب الإلهية كأهل المواكب الدنيوية، فكما أن كل من كان أكثر الغيبة عن حضور موكب السلطان يقطعون جامكيته ويمحون اسمه من ديوان مماليك السلطان فكذلك من أكثر النوم والغيبة عن حضور موكب الرحمن تتكدر منه أكابر الحضرة ويقطعون عنه الإمداد ولا يقضون بعد ذلك له حاجة ويصيرون يبغضونه لزهده في خدمة ربهم فاعلم ذلك والله يتولى هداك.
واعلم يا أخي أن الموكب الإلهي بالليل ينصب غالبا من أول الثلث الآخر وكثيرا ما ينصب أوائل النصف الثاني إلا ليلة القدر وليلة الجمعة، فإنه ينصب من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
وفي رواية الإمام سنيد بن عبد الله الأزدي إلى انصراف الناس من صلاة الصبح فينبغي لطالب الخيرات أن لا يغفل عن ربه في هذه الأوقات إما بصلاة وإما بذكر وإما غير ذلك من المراقبة لله تعالى.