لا شهوة لها إلى شئ من الأغراض النفسانية أبدا، وهناك يكون نصرتها للدين خالصة من الشوائب، فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.
وقد روى البيهقي والترمذي وغيرهما مرفوعا وحسنه الترمذي:
" " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل. ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: * (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) * " ".
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا:
" " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " ".
والألد: هو شديد المخاصمة. والخصم: هو الذي يحج من يخاصمه ويدحض حجته: اللهم إلا أن يقوم لنا صاحب بدعة لا يشهد لها كتاب ولا سنة فلنا إدحاض حجته نصرة لله ولرسوله وللمسلمين:
والله غفور رحيم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نفعل شيئا قط يؤذي المسلمين إلا بطريقة الشرع كإقامة الحدود والتعزيرات والتأديبات، وذلك كأن يتغوط أحدنا على ملاقي الأخلية التي يدخلها الناس أو يبول في مكان جلوس الناس في الظل أو الشمس، أو مكان جلوسهم في الحمام وغير ذلك من سائر الرذائل خوفا أن يتبع على ذلك فينبغي لقاضي الحاجة أن يحرر نزول الغائط في طاقة الخلاء ويبول في خلاء الحمام أو في بالوعته وكما ينبغي له أن يخفي عن الناس رؤيته حال قضاء الحاجة، فكذلك ينبغي له أن يخفي ما خرج من بوله وغائطه ولا يطلع أحدا عليه.
قال سيدي علي الخواص: وينبغي قياس الأذى المعنوي على هذا الأذى المحسوس، وذلك كأن يدخل على أحد من العوام وغيرهم الشبه بأن يذكر لهم العقائد الزائغة والأقوال التي يردها ظاهر الشريعة كمسألة زل فيها عالم تتعلق بالنكاح أو بأكل شبهة ونحو ذلك، فربما تسارعت نفس العامي إلى التدين بها فيهلك مع الهالكين، وصار إثم ذلك في عنق ذلك العالم.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يلقيه في درجات الشفقة على المسلمين وأديانهم وأبدانهم وثيابهم، حتى يكون أشفق على المسلمين من أنفسهم وراثة محمدية، ومن طلب الوصول إلى العمل بهذا العهد بغير شيخ فقد أتى