روى مسلم مرفوعا: " " من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده بدم خنزير " ".
وفي رواية لمالك مرفوعا: " " من لعب بنرد أو نردشير فقد عصى الله ورسوله " ".
ورواه أبو داود وابن ماجة والحاكم والبيهقي ولم يقولوا أو نردشير.
قال الحافظ عبد العظيم رحمه الله: وجمهور العلماء ذهبوا إلى أن اللعب بالنرد حرام، ونقل بعض مشايخنا الإجماع على تحريمه.
واختلفوا في اللعب بالشطرنج، فذهب جماعة من العلماء إلى تحريمه كالنرد، وكرهه الشافعي كراهة تنزيه وأباحه سعيد بن جبير والشعبي بشروط: منها أن لا تؤخر بسببه صلاة عن وقتها. ومنها أن لا يكون فيه قمار. ومنها أن يحفظ لسانه حال اللعب عن الفحش والخنا وردئ الكلام، فمتى لعب به وفعل شيئا من ذلك كان ساقط المروءة مردود الشهادة.
وقد استند من قال بإباحته إلى أنه يستعان به في أمور الحرب ومكائده.
قال الحافظ: وقد ورد ذكر الشطرنج في أحاديث لا أعلم لشئ منها سندا صحيحا ولا حسنا. والله تعالى أعلم.
قلت: ويلحق بالنرد الطاب والمنقلة وغيرهما من سائر الأمور التي لا تجلب خيرا لفاعلها.
* (والله غفور رحيم) *.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نجالس الفسقة من الظلمة وغيرهم كالواقعين في أعراض الناس إلا لضرورة أو مصلحة شرعية، وهذا العهد قد كثرت خيانته من الخاص والعام، فصار الشيخ أو العالم يسمع الغيبة ولا ينكرها، وربما شارك أهل المجلس فيها، وربما كان هو البادئ بالغيبة والناس في ذلك له تبع، كما يقع فيه الأقران الذين يتزاحمون على الوظائف وعلى القرب من الولاة والقضاة وربما طلب من الحاضرين بالباطن أنهم يقعون معه في عرض ذلك الرجل ويفرح بهم ويقربهم لأجل ذلك. فالعاقل من اعتزل الناس إلا لفائدة تحصل له أو لهم كاستفادة علم وتهذيب أخلاق وتعليم طرق سياسة الناس من احتمال الأذى ونحو ذلك.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول: لا يخفى أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد في نفسه الظلم كما يعتقده في الظلمة، ويجب عليه أن يزجر الناس عن مجالسته خوفا أن يسرق طباعهم من أوصافه الناقصة نصيحة للناس.