وكما لا ينسب أحد الظلم إلى الزبانية ويحط عليهم فكذلك زبانية الولاة في الدنيا وإن ذموا شرعا، هذا نظر أهل الله تعالى، فلولا أن الله عز وجل ذم زبانية الدنيا لم يسع أحد من أهل الله أن يذمهم، فاعلم ذلك. والله تعالى أعلم.
وفي الباب حديث توبة الله تعالى على توبة الله تعالى على كعب بن مالك وصاحبيه الذي رواه الشيخان وغيرهما وقوله فيه لما اعتذر إليه غيره وقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذره: والله يا رسول الله ما كان لي من عذر، ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك الحديث.
روى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي مرفوعا:
" " اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم " ".
وفي رواية لأبي يعلي والحاكم مرفوعا: " " تقبلوا لي ستا أتقبل لكم الجنة:
إذا حدث أحدكم فلا يكذب " ".
وروى الترمذي وقال حسن صحيح مرفوعا:
" " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة " ".
وروى ابن أبي الدنيا وغيره مرفوعا: " " تحروا الصدق، فإن رأيتم إن الهلكة فيه فإنه فيه النجاة " ".
وفي حديث الشيخين وغيرهما مرفوعا: " " عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا " ".
وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا: " " إذا صدق العبد بر، وإذا بر أمن، وإذا أمن دخل الجنة " ". والله تعالى أعلم (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نميط الأذى عن طريق المسلمين المحسوسة والمعنوية. فالأولى معروفة، والثانية هي إزالة الشبه التي تعرض