والأحاديث في ذلك كثيرة. والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتخلف عن الإجابة إلى الولائم إلا بعذر شرعي، ومتى تخلفنا ترفها وضخامة واحتقارا للداعي فقد عصينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا العهد يخل بخيانته كثير من الفقراء والمخنفسين الذين يضخمون نفوسهم بغير حق لا سيما إذا صار الناس يمدحون أحدهم بقولهم فلان على طريقة عظيمة لا يتردد إلى أحد ولا يحضر وليمة ولا عقد نكاح ولا جمعية أبدا.
وقد قالوا المؤمن يتقلب في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة، والمنافق يمكث على حالة واحدة أكثر من سبعين سنة وذلك أنه يخاف أن يغير سيطه بذلك الأمر الذي مدح لأجله، بخلاف المؤمن فإنه دائما دائر مع الفضائل، فمتى رأى أمرا أفضل مما هو فيه يترك ما هو فيه.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح ليخرجه من دركات الرياء والنفاق إلى درجات الصدق والإخلاص وعدم مراعاة الخلق في ذمهم ومدحهم إلا على وجه التفكر والاعتبار، لحديث:
" " أنتم شهداء الله في الأرض، فمن أثنيتم عليه خيرا فهو خير، ومن أثنيتهم عليه شرا فهو شر " ".
فالعاقل يأخذ عنوان ما يقع له يوم القيامة من أفواه الناس من غير اعتماد عليهم وعلى قولهم، قال تعالى:
* (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) *.
فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت أن تعرف مراتب الأعمال وما هو أحق بالتقديم منها على غيره، والله يتولى هداك.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء وتترك المساكين، ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله " ".
وروى أبو داود مرفوعا: " " من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا " "، وفي سنده راو ضعيف.