" " من شفع شفاعة لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا من عظيما من أبواب الكبائر " ".
قلت: وقوله فأهدى له هدية عليها يفهم أنه كان من عادة المشفوع له الهدية قبل ذلك لصداقة أو محبة فلا حرج في قبولها، لأنه حينئذ لم يهد لأجل شفاعته فيه. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نخاصم أحدا ولا نخاطبه بلفظ فيه فحش ولا بأذى تخلقا بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكون فاحشا ولا متفحشا صلى الله عليه وسلم.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك الطريق على يد شيخ ناصح يخرجه عن رعونات النفوس ويخرج به من أدوية الجفاء إلى حضرات الرحمة والصفاء والرفق بسائر خلق الله عز وجل على الوجه الشرعي. وقد روى أهل السير:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف عليه بعض اليهود من بعض الحصون وهو في غزاة فقال يا إخوان القردة فقالوا: يا محمد ما عهدناك فاحشا ولا متفحشا فطأطأ رأسه واستحيى.
فاسلك يا أخي على يد شيخ وإلا فمن لازمك غالبا الفحش والبذاء وقلة الحياء شئت أم أبيت والله يتولى هداك.
وقد روى ابن ماجة مرفوعا: " " أن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا فإذا لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعنا فإذا لم تلقه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام " ".
والربقة بكسر الراء وفتحها واحدة الربق: وهي عري في حبل تشد به البهائم ويستعار لغير ذلك. والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نسئ خلقنا على