روى ابن ماجة وابن خزيمة مرفوعا:
إنما يلحق المؤمن من علمه وعمله وحسناته بعد موته علم علمه ونشره.
وروى مسلم وأبو داود والترمذي مرفوعا:
من دل على خير فله مثل أجر فاعله أو قال عامله.
وروى البزار والطبراني مرفوعا:
الدال على خير كفاعله.
وروى مسلم وغيره مرفوعا:
من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
وروى الحاكم مرفوعا عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى:
* (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) *. قال: علموا أهليكم الخير.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكرم المساجد ولا نقضي الحاجة قريبا من أبوابها في غير الأمكنة المعدة لذلك تعظيما وإجلالا لله تعالى، وهذا العهد يخل به كثير من الناس الذين حوانيتهم قريبة من أبواب المساجد فيتكلفون دخول المسجد إن كانت مطهرته يدخل إلى مجازها منه لأجل خلع نعالهم إذا دخلوا المسجد أو لكونها دورة عليهم، ونحو ذلك؟ وهذا الفعل من أقبح ما يكون، وليتأمل أحدهم إذا أراد أن يدخل قصر السلطان لا يقدر يبول قط على باب قصره هيبة للسلطان وخوفا من خدامه، فالله تعالى أحق بذلك.
وسيأتي زيادة على ذلك في العهد الثالث عشر بعد هذا فراجعه.
وكان سيدي عليا الخواص رحمه الله إذا أراد أن يدخل المسجد يتطهر خارجه أو في بيته، ولا يدخل قط محدثا ليتوضأ في الميضأة التي هي داخل المسجد خوفا أن يدخل محدثا، وكان إذا دخل المسجد يصير يرتعد من الهيبة حتى يقضي الصلاة فيخرج مسرعا ويقول الحمد لله الذي أطلعنا من المسجد على سلامة.
فقلت له أنتم بحمد الله في حضور مع الله تعالى داخل المسجد وخارجه.