اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا " ".
وروى الطبراني ورواته رواة الصحيح مرفوعا:
" " أكثر خطايا ابن آدم في لسانه " ".
وروى مالك والبيهقي وغيرهما أن أبا بكر رضي الله عنه كان يجبذ لسانه ويقول:
هذا الذي أوردني الموارد، والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نسعى في تحصيل مقام سلامة صدورنا من الغل والحسد وغير ذلك، فإن من كان غير سليم الصدر محروم من الخيرات كلها.
وقد أخبرني سيدي علي النبتيتي البصير وكان كثير الاجتماع بالخضر عليه السلام أن شروط الاجتماع بالخضر ورؤيته ثلاثة:
أولها سلامة الصدر من كل سوء لأحد من هذه الأمة.
والثاني أن يكون على سنة ليس مرتكبا شيئا من البدع.
الثالث أن لا يخبأ دراهم ولا رزقا للغد، ومن لم تجتمع فيه هذه الثلاثة الشروط لا يجتمع بالخضر ولو كان على عبادة الثقلين ولو لم يكن في عدم سلامة الصدر إلا خسف الأرض ووقوع العذاب لكان فيه كفاية، قال الله تعالى:
* (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) *.
فمن مكر بأحد من المسلمين أو نوى به سوءا في ساعة من ليل أو نهار فقد تعرض لخسف الأرض به.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح يزيل جميع رعوناته حتى تصفى نفسه ويلحق بعالم الخير من الملائكة فلا يصير يرى في أحد عيبا قياسا على نفسه هو، فهو كالعنين الذي لم يعرف لذة الجماع قط، فلو قيل له إن فلانا اختلى بفلانة الأجنبية لا يظن فيه أن يفعل بها فاحشة أبدا، بخلاف الشاب الأعزب أو الذي يحب الجماع، فإنه يقيسه على نفسه هو ويقول أن سلم [ما سلم؟؟] من الفاحشة قياسا على نفسه هو لو كان اختلى بها.