وروى مسلم مرفوعا: " " إذا دعا أحدكم أخاه فليجبه عرسا كان أو نحوه " ".
وفي رواية له: " " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك " ".
وروى الشيخان مرفوعا: حق المسلم على المسلم خمس، فذكر منها إجابة الدعوة، الحديث.
وروى أبو الشيخ مرفوعا: ست خصال واجبة للمسلم على المسلم، من ترك شيئا منهن فقد ترك حقا واجبا فذكر منها: يجيبه إذا دعاه.
واعلم أن من العذر الشرعي لنا في عدم الإجابة وجود منكر هناك لا يزول بحضورنا، ومن عذرنا في ترك الأكل وجود شبهة في الطعام أو عدم صلاح النية في عمله.
وقد روى أبو داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل.
والمتباريان: هما المتفاخران بالطعام. والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتعاطى شيئا يؤذى الملائكة الكرام الكاتبين ويقرب منا الشيطان، وهذا العهد لا يقوم به إلا من نور الله تعالى قلبه ولطف حجابه حتى يصير مؤمنا بحضور الملائكة وإن لم يرهم. وقد بالغ أخي أفضل الدين رحمه الله في الأدب مع الملائكة الكرام الكاتبين فكانوا يكلمونه ويكلمهم لكن لا يراهم فإنه لا يجمع بين رؤية الملك وسماع كلامه إلا الأنبياء فقط، أما غيرهم فإن وقع أنه رأى ملكا لا يكلمه الملك، وإن كلمه لا يرى شخصه.
وقد كان ثابت البناني رضي الله عنه يتحادث كثيرا مع الملكين الكاتبين ويسلم عليهم صباحا ومساء فيقول لملائكة النهار أو ملائكة الليل إذا نزلوا السلام على الملكين الكريمين الكاتبين الحافظين اكتبا:
* (بسم الله الرحمن الرحيم. قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد.