ليضحك بها المجلس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض، وإن الرجل ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه " ".
وروى الترمذي والبيهقي مرفوعا: " " لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي " ".
وروى مالك بلاغا أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم، وإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون.
وروى الترمذي وابن ماجة وغيرهما مرفوعا:
" " كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو ذكر الله " ".
وروى أبو الشيخ مرفوعا: " " أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيهم " ".
وروى الترمذي مرفوعا ورواته ثقات: " " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ".
أي ما لا تدعو إليه ضرورة دينية أو دنيوية، والأحاديث في ذلك كثيرة. والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نحسد أحدا من خلق الله ولا نتمنى زوال ما أعطاه الله تعالى له من علم أو جاه أو كثرة اعتقاد فيه أو نحو ذلك من الأمور الدينية أو الدنيوية هروبا من رائحة الاعتراض على الله عز وجل أو خوفا من مقتنا وطردنا ولعننا كما وقع لإبليس، فإن جميع ما وقع له كان أصله الحسد لآدم عليه السلام كما صرحت به الآيات والأحاديث والأخبار، فمن حسد أحدا من العلماء والصالحين فلا يستبعد أن يقع له كما وقع لإبليس.
ومن كلام سيدي علي بن وفا رحمه الله تعالى: كن لأولياء الله خادما إما لترحم أو لتغنم أو لتسلم، وإياك أن تكون لهم حاسدا، فإنه لا بد لك أن ترجم وتلعن وتطرد ولو على ممر الأيام، وإن كان لك مؤلفات أو تلامذة عدمت النفع بهم.
وبالجملة فجميع ما يطلبه العبد لإخوانه من خير أو شر يجازيه الله تعالى بنظيره، وهذا ضابطه.
واعلم أنه يا أخي لا يصح لك العمل بهذا العهد إلا إن سلكت على يد شيخ ناصح