" " للخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير " ".
وروى الطبراني بإسناد جيد مرفوعا: " " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة " ".
وروى الإمام أحمد مرفوعا: " " لا خير فيمن لا يضيف " ".
ورجاله رجال الصحيح إلا ابن لهيعة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرغب إخواننا الفلاحين وأهل الغيط في الزرع وغرس الأشجار التي تثمر أو يتخذ منها الخشب لمنافع الناس، فإن ذلك معدود من الصدقة الجارية بعد موت العبد سواء باشر الزرع والغرس بنفسه أو أقام من يفعل ذلك له بأجرة، لكن أجر من يباشر ذلك أرجح وأكثر منفعة فإن الأرض قد قلت بركتها تبعا لاختلاف النيات، وفساد المعاملة مع الله تعالى ومع خلقه، وما بقي فيها فائدة إلا لمن يعمل بيده، وأما من يعمل بالأجرة فهو إلى الخسارة أقرب لا سيما زرع الكتان فإنه مجرب للخسارة لكثرة تعبه، اللهم إلا أن يوجد شخص يراقب الله تعالى في غيبة صاحب الزرع حتى يكون غيابه مثل حضوره فربما فضل له شئ يسير بعد الخراج والكلف وهذا أعز من الكبريت الأحمر بل بعضهم لا ينصح في شغله بحضرة صاحب الزرع وذلك مذهب للبركة بل أخبرني بعض الإخوان أنه زرع كتانا وعصفرا فما جاء الكتان قدر كلفته ولا جاء العصفر قدر أجرة النساء اللاتي جنوه، فطالبوه ببقية الكلفة.
وقد بلغنا أن شخصا من الملوك في زمن داود عليه السلام رأى في منامه قمحا قدر بيض النعام، وكان لا يرى في منامه إلا شيئا له حقيقة، فأرسل رسلا إلى نواحي الأرض يسألون هل رأى أحد منكم أو سمع بقمح قدر بيض النعام، فقال شيخ قد طعن في السن، نعم، رأيت ذلك وهو تحت عتبة تلك الدار الخراب، فحفروا نحو قامتين فوجدوا خابية كبيرة ملآنة من ذلك القمح، فأحضروها بين يدي ذلك الملك، فسأل الملك داود عليه السلام عن ذلك فأوحى الله تعالى إليه أن شخصا استأجر أرضا فحرثها فوجد فيها قدرة ذهب، فحملها إلى صاحب الأرض فردها، وقال هي رزقك ولم يرض أن يأخذها، فجمعا أصحابهما فأشاروا أن يجهزوا ابنة أحدهما وتزوج لابن الآخر ففعلا، وفضل من القدرة بعض دنانير فزرعا بها زرعا فجاء على هذا الحال فإن الزرع يصغر ويكبر بحسب طيب