محفوظا من المخاطر الرديئة لا سيما من كان في الحرم الملكي أو المدني كما تقدم في هذه العهود، فإن من لا يحفظ خواطره ولا جوارحه من سوء الأدب مع الملوك فالأولى له البعد عن حضرتهم الخاصة، فاعلم ذلك ولا تغبط من رأيته ينتظر الصلاة بعد الصلاة إلا إن رأيته محفوظا مما ذكرناه على ذلك الذي قررناه ينزل قوله تعالى:
* (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) * وفي حديث:
" " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل " ".
فإن هذه الآية محكمة عند بعضهم في حق الأكابر، ويدل على ذلك حكايات القوم في مؤاخذتهم بالخواطر بل قدمنا عن سيدي محمد الشويمي صاحب سيدي مدين أنه كان أنه كان لا يمكن أحدا من الجلوس بين يدي سيدي مدين إلا أن حفظ خواطره، وخطر مرة في قلب شخص الزنا فقام وضربه بالعصا ضربا مبرحا، فإذا كان هذا أدبا مع مخلوق فالله تعالى أولى بالأدب على الدوام. والله تعالى أعلم.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة " ".
زاد في رواية للبخاري: " " والملائكة تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يقم من مصلاه أو يحدث " ".
وفي رواية لمالك: " " حتى ينصرف أو يحدث " ".
قيل لأبي هريرة وما " يحدث "؟ قال: يفسو أو يضرط.
وروى أبو داود مرفوعا: " " صلاة في أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين " ".
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على جلوسنا في مصلانا للذكر بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وترتفع ونصلي ركعتين أو أربعا، وعلى جلوسنا بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس. ويلحق بالجلوس للذكر الجلوس لخير من علم شرعي أو إرشاد أو صلح بين الناس ونحو ذلك كما كان عليه فقهاء التابعين، فكان عطاء ومجاهد يقولان: المراد بذكر الله علم الحلال والحرام. وقال مشايخ الصوفية: