وروى ابن ماجة مرفوعا: " " من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب له من الأجر مثله يوم أصيب " ".
وروى الترمذي وحسنه وابن ماجة في صحيحه مرفوعا:
" " إذا مات ولد العبد فحمد الله واسترجع، قال الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد " ". والله أعلم.
قلت: وفي هذا الحديث استئناس لمن قال إن مساكن الجنة لا تخلق إلا بعد وجود المكلف وعمله بما أمره الله به وأن قوله تعالى.
* (أعدت للمتقين) *.
المراد به أعدت لهم قبل دخولهم وكذلك يؤيده حديث:
غراس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
ومن فعل كذا بنى الله له بيتا في الجنة، وإن كان مذهب أهل السنة والجماعة غير ذلك، وهو أنها بنيت وفرغ من بنائها كما هو مقرر في كتب العقائد.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرغب إخواننا في تغسيل الموتى وتكفينهم وفي حفرهم القبور، وإذا قالوا ما نعرف نغسل أو نكفن أو نحفر علمناهم كيفية ذلك على حسب ما ورد في السنة، ونكتم على الميت ما نراه عليه من السوء.
وهذا العهد ينبغي لكل مسلم أن يتعلمه مبادرة لاغتنام الأجر وتوفرة الغرامة للفلوس لا سيما الفقراء المجاورون في المساجد والزوايا، فإنه إذا لم يكن أحد منهم يعرف يغسل ولا يكفن يصير الميت معوقا، حتى يأتوا بشخص من موضع بعيد بأجرة أو بغير أجرة وربما تغيرت رائحة الميت بالتأخير، ولو أن أحدا منهم تعلم كيفية ذلك لما حملوا منة رجل غريب، ثم الذي ينبغي للأغنياء المسلمين إذا مات في حاراتهم فقير أن يكفنوه احتسابا لوجه الله تعالى، ويقبح عليهم أن يردوا فقيرا وأن يروا فقراء يتحملون الدين لأجل كفن ذلك الفقير، وكذلك ينبغي لشيخ الزاوية أو العالم الذي في الحارة أن يكفن ذلك الفقير من ماله الزائد على قوت يوم وليلة ولو أنه يبيع ثوبه أو عمامته المستغنى عنه ويقبح على شيخ الزاوية والذي يصطاد الدنيا بفقرائها أن يرى فقيرا عنده محتاجا إلى الكفن وهو يتلاهى عنه وعنده وعليه الثياب الفاخرة والمال، وأف على لحيته ثم أف.