* (والله غفور رحيم) *.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نستدين شيئا من أعز أصحابنا إلا لضرورة شرعية فلا نستدين شيئا لشهوة مأكل أو ملبس أو حج نفل مثلا أو توسع في نفقة على العيال أو ضيوف أو بناء دار أو زراعة بستان ونحو ذلك مما لا ضرورة إليه، وهذا العهد يتعين العمل به على من اشتهر بكرم في هذا الزمان، ويجب عليه سد ما به وإلا صار عن قريب في الحبس، ثم يجئ الذين كانوا يجتمعون على سماطه يأكلون فيشهدون بتفليسه ويتفرقون عنه كأنهم لم يعرفوه قط.
ثم إن العامل بهذا العهد لا بد له من شيخ يسلكه حتى يخرجه عن حكم الطبع عليه بحيث يراعي أوامر ربه في الإنفاق دون الخلق، حتى لو جاء له أمير أخرج له كسرة وبصلة ولا يستحي من ذلك، ومن لم يسلك كما ذكرنا فمن لازمه الدين وإطعام الناس رياء وسمعة، ولولا شدة الدين في الدنيا والآخرة ما شدد الشارع فيه.
روى النسائي والحاكم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
اللهم إني أعوذ بك من الكفر والدين، فقال رجل: يا رسول الله أتعدل الكفر بالدين؟ قال نعم!
وروى الحاكم مرفوعا: " " الدين راية الله في الأرض، فإذا أراد أن يذل عبدا وضعه في عنقه " ".
وروى البيهقي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا فقال له:
" " أقلل من الدين تعش حرا " ".
وروى الإمام أحمد والحاكم مرفوعا: " " لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين " ".
وروى الترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " من مات وهو برئ من ثلاث دخل دخل الجنة، الغلول والدين والكبر " ".
وفي رواية: " والكنز " بالنون والزاي، وهي أصح.