بمشقص أو بمشاقص كأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه والمشقص: سهم له نصل عريض.
وفي رواية للشيخين وغيرهما: إن رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدراة يحك بها رأسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو علمت أنك تنظر لطعنتك بها في عينيك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر.
وروى أبو داود وغيره مرفوعا: ثلاثة لا يحل لأحد أن يفعلهن، فذكر منهن: ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن فإن فعل فقد دخل.
وروى الطبراني مرفوعا: " " لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها، واستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا " ". [أي لا تأتوا البيوت مستقبلين أبوابها بحيث ترون من بداخلها، ولكن ائتوها من جوانبها بحيث لا يكشف بصركم داخلها.
دار الحديث] والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نستمع لحديث قوم وهم لنا كارهون ولا نفتقر معرفتنا لكراهتهم إلى لفظ يقع منهم، بل تكفى القرينة التي طرقت قلوبنا منهم، وهذا العهد يقع في خيانته كثير من الناس تهاونا به وهو دليل على قلة الدين، فإنه لولا عظمة ذلك الذنب ما نهى الله ورسوله عنه ولا قال تعالى:
* (ولا تجسسوا) * فافهم. فإن علامة تعظيم العبد لله تعالى تعظيم ما عظمه الله واعتنى به تعالى بالنهي عنه. فإياك يا أخي أن تتجسس على أخبار أحد من أعدائك وما جرى له بل أعرض من أحواله جمله أو اسأل عنها لتتوجع له أو لتحمل همه والله يتولى هداك.
روى البخاري وغيره مرفوعا: " " من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة " ".
والآنك بالمد وضم النون: هو الرصاص المذاب. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بترك رياضة نفوسنا أبدا هروبا من وقوعها في سرعة الغضب بغير حق حمية جاهلية. فيتعين على كل من ولاه الله تعالى ولاية أن يروض نفسه على يد شيخ ناصح وليصير سداه ولحمته الحلم على رعيته إلا في مواضع أمره الشارع فيها بعدم الحلم، وكإقامته الحدود الشرعية على أربابها