السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى سؤله هل من داع فيستجاب له، هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الصبح " ".
قلت: قال العلماء ونزول الحق تعالى هو نزول يليق بذاته لا يقدر الخلق على تعقله لمباينة الحق تعالى لخلقه في سائر المراتب، فلا يجتمع مع عباده في حد ولا حقيقة ولا جنس ولا نوع فكيف يصح لهم تعقل صفاته فاعلم ذلك.
وروى أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم مرفوعا:
" " أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " ".
وروى الترمذي وقال حديث حسن عن أبي أمامة:
" " قيل قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع، أي أرجى إجابة؟ قال في جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ونهارا ونذكر لإخواننا ما في ذلك من الأجر والثواب، ونرغبهم فيه كل الترغيب إظهارا لمحبته صلى الله عليه وسلم وإن جعلوا لهم وردا كل يوم وليلة صباحا ومساء من ألف صلاة، وكان ذلك من أفضل الأعمال.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: صلاة الله تعالى على عبده لا يدخلها العدد لأنه ليس لصلاته تعالى ابتداء ولا انتهاء وإنما دخلها العدد من حيث مرتبة العبد المصلي لأنه محصور مقيد بالزمان، فتنزل الحق تعالى للعبد بحسب شاكلة العبد وأخبر أنه تعالى يصلي على عبده بكل مرة عشرا فافهم، ويؤيد ما قلنا كون العبد يسأل الله تعالى أن يصلي على نبيه دون أن يقول هو اللهم إني صليت على محمد مثلا لأن العبد إذا كان يجهل رتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرتبة الحق تعالى أولى، فاعلم أن تعداد الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو من حيث سؤالنا نحن الله أن يصلي عليه، فيحسب لنا كل