وروى الترمذي وصححه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد واللفظ لابن ماجة مرفوعا:
ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع.
وروى الطبراني بإسناد مرفوعا لا بأس به:
من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلم كان له كأجر حاج تاما حجه.
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نسمع الناس الحديث ألا كل قليل ونبلغه إلى البلاد التي ليس فيها أحاديث، وذلك بكتبنا كتب الحديث وإرسالها إلى بلاد الإسلام.
وقد كتبت بحمد الله كتابا جامعا لأدلة المذاهب وأرسلته مع بعض طلبة العلم إلى بلاد التكرور حين أخبروني أن كتب الحديث لا تكاد توجد عندهم إنما عندهم بعض كتب المالكية لا غير، وأرسلت نسخة أخرى إلى بلاد المغرب، كل ذلك محبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعملا على مرضاته صلى الله عليه وسلم.
وكان سفيان الثوري وابن عيينة وعبد الله بن سنان يقولون: لو كان أحدنا قاضيا لضربنا بالجريد فقيها لا يتعلم الحديث ومحدثا لا يتعلم الفقه.
وفي كتابة الحديث وإسماعه للناس فوائد عظيمة، منها عدم اندراس أدلة الشريعة، فإن الناس لو جهلوا الأدلة جملة والعياذ بالله تعالى لربما عجزوا عن نصرة شريعتهم عند خصمهم، وقولهم: إنا وجدنا آباءنا على ذلك. لا يكفي، وماذا يضر الفقيه أن يكون محدثا يعرف أدلة كل باب من أبواب الفقه.
ومنها تجديد الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حديث، وكذلك تجديد الترضي والترحم على الصحابة والتابعين من الرواة إلى وقتنا هذا.
ومنها وهو أعظمها فائدة الفوز بدعائه صلى الله عليه وسلم لمن بلغ كلامه إلى أمته في قوله: