روى أبو داود والنسائي بإسناد صحيح مرفوعا:
" " لا تقولوا للمنافق يا سيدي فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل " ".
لفظ رواية الحاكم: " " إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه " ".
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بالوقوع في الكذب من غير تثبت، سواء كان قولا أو فعلا ظاهرا أم باطنا كأن يدعى أحدنا مقام التقريب عند الله تعالى، وأنه محل أسراره وأنه يشفع في أهل عصره أو إخوانه يوم القيامة من غير أن يطلعه الله تعالى على ذلك من طريق الكشف الصحيح الذي لا يدخله محو، وهذا العهد قد كثرت خيانته من غالب أهل هذا العصر حتى من بعض المشايخ الموجودين فيه فيقول أحدهم لصاحبه إذا جاءك الشيطان فتوجه إلي وقل يا فلان ادفعه عنك، مع أن نفس الشيخ ربما كان إبليس راكبه هو ليلا ونهارا لا يكاد ينزل عنه بل بعضهم يقول إذا جاءك منكر ونكير أو زبانية جهنم فقل أنا من جماعة فلان فإنهم يتركونك ونحو ذلك من الهذيانات، وقد استتر الأولياء أصحاب القدم وتركوا تأديب مثل هؤلاء لعلمهم بخروج أشياء عن موضوعاتها الآن كالمثقأة؟؟ إذا خربت وأطلقوا فيها البهائم، ووالله لا ينبغي للعبد الآن أن يدعي مقام الإسلام التام المشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "، فإن غالب الناس إذا أنصفوا يعلمون من أنفسهم أن المسلمين لم يسلموا من لسانهم ولا من يدهم فضلا عن سوء الظن بهم فيلزم العبد الألفاظ التي لا تشعر بكمال فإنها إلى الصدق أقرب.
وقد سأل الشيخ ذو النون المصري رضي الله عنه عن الصدق في الطريق ما هو فأنشد يقول:
قد بقينا مذنبين حيارى * نطلب الصدق ما إليه سبيل فأين هذا من قول بعض أهل الزمان أنا القطب الغوث ويمدح نفسه بذلك في الملأ،