وروى مسلم مرفوعا: " " إن الشيطان قد يئس أن يعبد المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم.
قال الشيخ عبد العظيم: والتحريش هو الإغراء وتغيير القلوب والتقاطع.
وروى مالك ومسلم مرفوعا: " " تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا " ".
قال أبو داود وإذا كانت الهجرة لله تعالى فليس شئ من هذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هجر بعض نسائه أربعين صباحا وهجر ابن عمر ابنا له حتى مات.
قلت: وكان سيدي الشيخ عبد العزيز الديريني يقول: لا يليق الهجر بأمثالنا الغارقين في حظوظ نفوسهم وإنما يليق الهجر بالعلماء بالله الغواصين على دسائس النفوس.
وروى البيهقي وغيره مرفوعا ومرسلا: " " يطلع الله على عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا لمشرك أو مشاحن " ".
قلت: وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: ينبغي للشيخ إذا أصلح بين فقيرين ولم يسمعا له أن يهجرهما جميعا كما هجرهما الله تعالى ومنع صعود عملهما إلى ديوان السماء. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بحصائد ألسنتنا كقولنا في حال غضب على مسلم يا كافر يا قليل الدين يا عديم الدين ونحو ذلك مع جهلنا بعاقبته، فإن أطلعنا الله تعالى من طريق الكشف الصحيح الذي لا يدخله محو على أن ذلك المسلم يموت كافرا أو قليل الدين أو عديمه فلنا ذلك، وهذا العهد يقع في خيانته كثير من الناس حال غضبهم اللهم إلا أن يكون القائل لذلك يقصد به كفر النعمة أو الكفر الذي لا يخرج به المسلم عن دين الإسلام المشار إليه بقوله تعالى:
* (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) *.
قال قتادة ومجاهد وغيرهما هو كفر لا يخرج به المسلم عن الإسلام، ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
" " المراء في القرآن كفر " ".