زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو الآخر؟
قال: تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون معها في الجنة، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " ".
وروى أبو يعلى والبزار من طرق أحدها مرفوعا:
" " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " ". وفي رواية: " " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم " ".
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نروض نفوسنا على مراقبة الله عز وجل حتى نرفق بخلق الله ونتأنى في تحصيل ما نطلبه ونحلم على من خالفنا وعصانا وآذانا، وهذا العهد من أكمل أخلاق الرجال وقليل فاعله، ومن تخلق به ذوقا لم يصر عنده غلظة ولا فظاظة لا على من أمره بالإغلاظ عليهم كالكفار، وكذلك من تخلق به لم يتكدر ممن أبطأ في قضاء في قضاء الحاجة أبدا لأن الرسول لم يبطأ بها، وإنما أبطأ بها وقتها المضروب لها في علم الله، وكذلك من تخلق به لا يقابل أحدا آذاه بنظير فعله أبدا، ولو أن جاريته رمت ولده في نار فمات لم يقابلها ولا بكلمة تغيظها، بل ربما أعتقها تماما للحلم.
وكان سيدي إبراهيم المتبولي يعامل الجماد معاملة الحي، فيضع الإناء برفق ويأخذه برفق، ويذبح الطائر برفق وينشر الخشب برفق، ويصعد على ظهر الدابة برفق، ويهمز إذا نزل عنها برفق لأجل الأرض ويقول: إن الأرض أمنا.
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يصبر معه على المجاهدة والرياضة حتى يدخله حضرات الأسماء الإلهية، فينصبغ في حضرة الرحيم والحليم والصبور، ويصير لا يتكلف لرفق ولا حلم ولا صبر كما لا يتكلف لدخول النفس وخروجه من خياشيمه، ومن لم يسلك فمن لازمه الإخلال بهذا العهد ويدرك في نفسه مشقة وتعبا.
فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد، والله يتولى هداك.
روى الشيخان مرفوعا: " " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " ".
وفي رواية لمسلم مرفوعا: " " إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه " ".