فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار، فذهبوا ينظرون فوجدوا عباءة قد غلها.
قال العلماء: والغلول هو ما يأخذه أحد الغزاة من الغنيمة مختصا به ولا يحضره إلى أمير الجيش ليقسمه على الغزاة سواء قل أو كثر وسواء كان الآخذ أمير الجيش أو أحدهم.
وروى مالك وأحمد وأبو داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع من الصلاة على رجل غل حرزا ليهودي لا يساوي درهمين، وقال صلوا على صاحبكم.
وروى أبو داود مرفوعا: " " من كتم غالا فهو مثله " ".
أي ستر عليه ولم يعلم الناس بما غله. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نغفل عن تحديث أنفسنا بالغزو في سبيل الله لنكتب إن شاء الله من جملة أنصار دين الله، فإن من لا يحدث نفسه بالجهاد ليس له اسم في ديوان أنصار الله وأنصار رسوله، وإن كان له اسم من حيثية أخرى كالاشتغال بالعلم ونحوه مما يؤول لنصرة الدين أيضا وكفى بذلك طردا عن صفات كمال المؤمنين: أي لأن الكامل هو من كان قائما بنصب الدين من سائر الجهات التي تنصب بها القوة وإن كان هو في حالة الفعل أكمل منه في حالة القوة إلا أن يبعد عليه ذلك فيعذر وهذا العهد قد اندرس العمل به في إقليم مصر وغيرها ولا نعلم أحدا يعمل به الآن إلا جند السلطان ابن عثمان نصره الله تعالى، فإنه هو الحامي لبيضة الإسلام الآن شرقا وغربا برا وبحرا فالله ينفعنا ببركاته ويحشرنا من جملة جنده وأنصاره آمين آمين.
روى مسلم وأبو داود مرفوعا: " " من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق " ".
روى الطبراني مرفوعا: " " ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب " ".
روى أبو داود وابن ماجة مرفوعا: " " من لم يغز أصابه الله بقارعة الطريق قبل يوم القيامة " " يعني العذاب.
وروى أبو داود وغيره مرفوعا: " " إذا ترك أمتي الجهاد سلط الله تعالى عليهم ذلا لا ينزعه حتى يرجعون إلى دينهم " ". * (والله غفور رحيم) *.