ولا عيش إلا مع رجال قلوبهم * تحن إلى التقوى وترتاح للذكر أديرت كؤوس للمنايا عليهم * فأغفوا عن الدنيا كإغفاء ذي السكر همومهم جوالة بمعسكر * به أهل ود الله كالأنجم الزهر فأجسادهم في الأرض قتلى بحبه * وأرواحهم في الحجب نحو العلا تسرى فما عرسوا إلا بقرب حبيبهم * وما عرجوا عن مس بؤس ولا ضر وكان الجنيد رضي الله عنه يقول: تأملت في ذنوب أهل الإسلام فلم أر منها ذنبا أعظم من الغفلة عن الله تعالى. * (والله عليم حكيم) *.
روى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا: " " ما من راكب يخلو في مسيرته بالله تعالى وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا ردفه شيطان " ".
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى عليها كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وحمد الله تعالى ثلاثا وسبح الله ثلاثا وهلل الله تعالى واحدة ثم ضحك، وقال: " " ما من امرئ يركب دابته فيصنع كما صنعت إلا أقبل الله تعالى عليه فضحك إليه " ".
وروى الإمام أحمد والطبراني وابن خزيمة:
" " ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عز وجل إذا ركبتموها كما أمركم ثم امتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله عز وجل " ". والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نرغب إخواننا في الدلجة وهو السير بالليل، وفي الصلاة في كل منزل عرسوا فيه: أي نزلوا فيه آخر الليل، وذلك ليشهد لهم يوم القيامة، فإنه ما من شئ فارقناه إلا ويسأله الله تعالى عنا هل وفينا بحقه أم لا، سواء أكان صاحبا أو ثوبا أو طعاما أو زمانا أو مكانا وكذلك يسألنا هل ذكرنا الله تعالى مدة صحبتنا لذلك الشئ أم نسيناه. ومن الوفاء بحق الثوب أو الزمان أو المكان