مثلا قد ازدحم الناس فيه وما بقي يحتمل دخول أحد فيه أن لا نزاحم أحدا فيه لندخل، وإن كنا فيه ورأينا في خروجنا منه تنفيسا لأهله من الزحمة خرجنا إلى الصف الثاني مثلا اللهم إلا أن يكون في الصف الأول أحد يتأذى الناس برائحته فلنا مزاحمته حتى يخرج، وكذلك الصف الثاني والثالث حتى يكون ذلك الشخص في آخر صف. قلت لكن لا يسلم من حظ نفسه في مثل ذلك إلى العلماء العاملون لكونهم لا يحتقرون أحدا من المسلمين إلا بطريق شرعي. والله سبحانه وتعالى أعلم.
روى الطبراني مرفوعا: " " من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذي أحدا أضعف الله له أجر الصف الأول " ".
قلت وروى الإمام سعيد رحمه الله تعالى أن الإمام عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يضرب بالدرة من رأى عليه رائحة كريهة ويؤخره إلى أخريات الصفوف.
والله سبحانه وتعالى أعلم (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) إذا رأينا ميسرة المسجد قد عطلت من صلاة الناس فيها أن نكرمها كل قليل بالصلاة فيها جبرا لها لأن البقع يفتخر بعضها على بعض، وقد أمر الله عز وجل بجبر الخواطر، وهذا من العدل بين الأمور:
كما أن من انقطع إحدى نعليه يؤمر بأن ينعلهما جميعا أو يخفيهما جميعا ولا يلبس نعلا واحد عملا بالعدل بين الرجلين، وهذا سر لا يعلمه إلا أهل الله تعالى لأنهم يعرفون بالكشف الصحيح حياة كل شئ، وأما غيرهم فلا ينهض بهم حالهم إلى العمل بمثل ذلك لعدم كشفهم، وقد جلس عندي مرة أخي الشيخ أفضل الدين ونحن نعمر في جامعنا الذي على الخليج الحاكمي فكلمته البقعة التي في ذلك البر، وقالت له قل لأهل الحارة يدخلوني في جامع الميدان فإني بقعة مشرفة، فكلم عليها أهل الحارة، فجاء شخص من الفقراء وجعلها بيت خلاء، فجاء أفضل الدين بعد ذلك فقال من فعل هذا، فقلت الشيخ فلان، فقال إن الله تعالى قد أعمى قلب هذا الشيخ، كيف يجعل هذه البقعة خلاء مع شرفها، فكان الشيخ من شدة نور قلبه يعتقد أن غيره يدرك مثل ما يدرك هو من حياة البقاع وغيرتها من بعضها بعضا، فرضي الله عنه فاعلم ذلك.
وقد روى ابن ماجة وغيره، عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، إن ميسرة المسجد قد تعطلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: