وروى الطبراني مرفوعا: " " من سره أن لا يجد للشيطان عنده طعاما ولا مقيلا ولا مبيتا فليسم إذا دخل بيته ويسم الله على طعامه " ".
وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مرفوعا: " " إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت عندكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم العشاء " ".
والأحاديث في ذلك كثيرة. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نروض نفوسنا بآداب الصالحين حتى لا يصير عندها شره عند أكلنا مع الجماعة وذلك حتى لا نسابق إلى لحمة أو رطبة تم نضجها أو إلى عسل أو سمن في نحو العصيدة ونحو ذلك، فمن أكل من غير تقدم رياضة فمن لازم غالبا شراهة النفس.
وسمعت شيخنا الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري يقول: لا ينبغي لأحد أن يأكل مع جماعة إلا إن كان يؤثرهم بأطايب الطعام، فإن لم يعلم من نفسه القدرة على إيثارهم، فمن الأدب أن يأكل وحده، وتقدم في هذه العهود أن الفقراء في الزمن الماضي كانوا لا يأكلون مع والد ولا والدة ولا أستاذ ولا رجل كبير خوفا من أن تسبق عين أحدهم إلى لقمة أو لحمة أو خوخة أو تفاحة أو رطبة، فيأخذها فيأكلها وهو لا يشعر بسبق عين من ذكر إليها.
وكان سيدي أبو الحسن الغمري لا يأكل مع أحد إلا لضرورة ويقول: ما آمن على نفسي أن تأكل من قدام رفيقتها، ولا أن تسابق إلى أطايب الطعام دون جارها، لقلة حيائها من الله تعالى أو من عباده.
وقد أمرنا الشارع صلى الله عليه وسلم بالأكل مما يلينا لعلمه بشراهة نفوسنا من أصل الخلقة، ولو أنها لم يكن عندها شره ما احتجنا إلى الأمر بالأكل مما يلينا. والله تعالى أعلم.
روى أبو داود وابن ماجة عن عبد الله بن يسر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم