وروى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " إخوانكم خولكم فضلكم الله تعالى عليهم، فمن لا يلائكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله " ".
وروى أبو يعلي والطبراني: " " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا وصيفة له وهي تلعب فلم تجبه وقالت لم أسمعك يا رسول الله، لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك " ".
وفي رواية: " " لضربتك بهذا السواك " ".
وروى مسلم وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على حمار قد وسم في وجهه فقال: " " لعن الله الذي وسمه " ".
وروى الطبراني وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرب في الوجه. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتهاون بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مداهنة للناس وطلبا لمرضاتهم الفاسدة، فإن أمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالمراعاة والتقديم، وهذا العهد لا يقوم بحقه إلا من سلك طريق للقوم على يد شيخ حتى وصل إلى حضرة الله تعالى وشاهد أفعاله وتصاريفه وتيقن انه ليس بيد مخلوق ضر ولا نفع إلا إن شاء الله.
ومعلوم أن من راعى أمر الله تعالى وقدمه على أمر عباده لا بد أن ينصره الله تعالى على ذلك الظالم الذي يخالف المعروف ويفعل المنكر، قال الله تعالى * (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) *.
فإن أردت العمل بهذا العهد فادخل من بابه واسلك على يد شيخ كما ذكرنا وإلا فمن لازمك مراعاة المخلوقين وتقديم مرضاتهم خوفا من شرهم ورجاء لبرهم.
* (والله عليم حكيم) *.
وقد مضى الأئمة والعلماء القوامون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأظلمت الدنيا لفقدهم وكانت أنفاسهم تحميهم من الظلمة حتى يقوموا بالمرتبة حين كان الدين في زيادة، فلما أخذ الدين في النقض في سنة ثلاث وخمسين وستمائة وضعفت قلوب