التعظيم لله تعالى حتى يصير فوات الدنيا في جنب طاعة الله كفوات ذرة من التراب، وفوات ذرة من طاعة الله تعالى أصعب عليه من فوات الدنيا بحذافيرها لو كانت في يده ومن لم يسلك الطريق كما ذكرنا فمن لازمه غالبا تقديم أهوية نفسه على مرضاة ربه.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الترمذي والبيهقي وغيرهما: " " من ملك زادا أو راحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا وذلك أن الله تعالى يقول:
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ".
وفي رواية البيهقي مرفوعا: " " من لم تحبسه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا " ".
وروى ابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا:
" " يقول الله عز وجل إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمرحوم " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نمكن عيالنا المخدرات من الخروج لحج التطوع بخلاف حجة الفرض، وذلك لضعفهن عن تحمل مشقة الطريق ولكونهن عورة، أو لغير ذلك من الأمور الواقعة للحجاج لا سيما إن تفرسنا فيهن عدم الإخلاص، فإن غالب النساء يسافرون بلا صلاة ولا طهارة ذهابا وإيابا ويتخذن ذلك تنزها وفرجا لا سيما سفرهن عقب موت أولادهن في الفصل فيها جرن من أوطانهن بعدا عن المواطن التي مات فيها أولادهن، فاعلم أننا لا نمنع غير المخدرات أو من صلحت نيتهن أو احتجنا لهن في السفر كأن كان عندنا شدة غلمة وخفنا على أنفسنا أن يخطر في بالنا شهوة محرمة فنؤاخذ بها، فإن من خصائص الحرم أن الله يؤاخذ من أراد فيه سوءا وإن لم يعمل به.
والله عليم حكيم.
روى الإمام أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر.