وروى الطبراني والأصبهاني مرفوعا: " " ما من شئ إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه " ".
وروى أبو داود والنسائي مرفوعا: " " اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق " ". والله أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نستعبد أحدا من إخواننا المسلمين ولا نتميز عنهم إلا بما أذن لنا فيه الشارع صلى الله عليه وسلم، فلا نمكن أحدا من إخواننا من القيام لنا إذا مررنا عليه، وهذا العهد يقع في خيانته كثير من الفقراء إما لسذاجة قلوبهم وإما لجهلهم بما أومأنا إليه وإن قال هؤلاء لا حرج علينا في استخدام المريد واستعبادنا له لأن المريد مأمور بتعظيم شيخه، قلنا لهم إنما التعظيم للأشياخ بعدم مخالفتهم لما يأمرونه به، وأما القيام لهم مع مخالفة إشاراتهم فلا فائدة فيه، وأول من أحدث هذا القيام بين يدي الأشياخ فقراء العجم، فربما يقف المريد بين يدي أحدهم نحو الثلاثين درجة لا يقولون له أجلس، وكل ذلك ليس من نظام الفقراء إنما هو من نظام الملوك وأرباب الدولة، وفي الحديث:
لا تقوموا على رؤوس أئمتكم كما تقوم الأعاجم على رؤوس ملوكها رواه الديلمي.
وقد أدركنا نحو مائة شيخ من أولياء مصر وقراها فما رأينا بحمد الله أحدا منهم يمكن مريده من القيام له، بل يظهرون له الكراهة هروبا من مزاحمة أوصاف الربوبية رضي الله عنهم أجمعين.
* (فبهداهم اقتده) * والله يتولى هداك.
وقد روى أبو داود مرفوعا والترمذي بإسناد صحيح وحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.
قال الجلال السيوطي وهو حديث متواتر.
روى أبو داود وابن ماجة بإسناد حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: