وروى الطبراني: " " طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسألة " ".
وروى الترمذي والنسائي وغيرهما مرفوعا: " " من مات وهو برئ من الكبر والعلو والدين دخل الجنة " ".
قال الحافظ وقد ضبط بعض الحفاظ الكبر بالنون والراء وليس بمشهور:
وروى الطبراني مرفوعا: " " من تواضع لأخيه المسلم رفعه الله، ومن ارتفع عليه وضعه الله " ".
وفي رواية: من تواضع تعظيما يحفظه الله، ومن تواضع خشية يرفعه الله.
والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نصدق مع الله تعالى ومع إخواننا المسلمين في أقوالنا وأفعالنا ودعاوينا وإن كان صدقنا كالكذب بالنسبة لمقام غيرنا من الأولياء والصالحين.
وقد أجمع الأشياخ على أن الصدق كالسيف ما وضع على شئ إلا أثر فيه، فعلم أنه يسوغ لنا أن نقول نحن نحب الله ورسوله والمسلمين أجمعين على قدر ما أعطانا الله تعالى، خلافا لما نقله الغزالي عن بعضهم من قوله: إذا قيل لك تحب الله أو تخاف الله فاسكت لأنك إن قلت نعم كذبت، فإن أفعالك ليست أفعال المحبين ولا الخائفين، وإن قلت لا أحب الله ولا أخافه كفرت والأولى ما ذكرناه.
فكل إنسان من المسلمين له نصيب في كل مقام من الخوف والرجاء والتقوى والزهد والورع وغير ذلك على قدر ما أعطاه الله تعالى، ولكن إذا نظر الإنسان إلى مقام من فوقه قضى بأنه ما ذاق ذلك المقام أصلا بالنسبة إلى من فوقه. فإذا قيل لك أتخاف الله؟ فقل نعم على قدر ما وضعه الله عندي من الخوف، وإذا قيل لك أتحب الله؟ فقل نعم، على قدر ما وضعه عندي من المحبة له، وإذا قيل لك هل أنت ورع أو زاهد في الدنيا؟ فقل نعم على قدر ما وضعه الله عندي من ذلك وهكذا فاعلم ذلك فإنه نفيس.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: مما عدوه من الكذب الملحق بالصدق