تعلم الحلال والحرام أولا، ثم يعلم عياله. ولما رأى سيدي أحمد الزاهد هذا الأمر قد فشا في النساء مع ترك بعولتهن تعليمهن لأحكام الدين كان رضي الله عنه يجمع النساء في مسجد ويعلمهن أحكام دينهن ولا يمكن أحدا من الرجال يدخل عليهن رضي الله عنه.
روى مسلم وابن ماجة: أن امرأة قالت يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة فتمزق شعرها وإني زوجتها أفأصل في شعرها؟ فقال: " " لعن الله الواصلة والموصولة " ".
وفي رواية: " " لعن رسول صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة " ".
وروى الشيخان وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة.
زاد في رواية أخرى للشيخين وغيرهما: " " والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله " ".
والواصلة: التي تصل الشعر بشعر النساء، والمستوصلة المعمول بها ذلك، والنامصة:
التي تنقش الحاجب حتى ترقه هكذا قاله أبو داود. وقال الخطابي: هو من النمص وهو نتف الشعر عن الوجه، والواشمة: هي التي تغرز اليد والوجه بالإبر ثم تحشو ذلك المكان كحلا أو مدادا، والمستوشمة المعمول بها ذلك والمتفلجة هي التي تفلج أسنانها بالمبرد ونحوه للتحسين.
وروى الشيخان: أن معاوية قال ذات يوم: إنكم أحدثتم زي سوء، وإن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الزور.
وفي أخرى لهما: أن معاوية أخرج كبة من شعر فقال: ما كنت أرى أن أحدا يفعله إلا اليهود، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فسماه الزور.
قال قتادة: والمراد به ما تكثر به المرأة شعرها من الخرق. قال وجاء رجل بعصا على رأسها خرقة فقال معاوية: ألا هذا الزور. والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نخضب لنا لحية