وفي رواية له مرفوعا: (الشيب نور المسلم).
زاد في رواية للطبراني فقال رجل فإن رجالا ينتفون الشيب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " " من شاء فلينتف نوره " ".
وروى ابن حبان في صحيحه مرفوعا: " " من شاب شيبة في الإسلام كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكتحل كل ليلة بالإثمد ونأمر بذلك عيالنا وأولادنا، ويكون معظم نيتنا بذلك امتثال أمر الشارع صلى الله عليه وسلم لإجلاء البصر، فإن جلاء البصر حاصل بذلك ولو لم نقصده، اللهم إلا أن يكون قصدنا به التداوي فننوي جلاء البصر، ومراد أهل الله تعالى أن تكون أفعالهم كلها وأقوالهم كلها من تحت حكم الشارع امتثالا لأمره ولو لم يعقلوا معناه.
وقد أجمع أهل الله تعالى على أن العمل من غير معرفة العلة أقوى في استعداد العبد من العمل مع معرفة العلة، لأنه إذا لم يعرف العلة لم يكن الباعث له على فعل ذلك العمل إلا امتثالا للأمر، بخلافه إذا علل فربما يكون الباعث له على العمل حكمة تلك العلة، من شفاء أو ثواب، ولا شك أن من فعل شيئا من أوامر سيده محض امتثال أمر كان أحب إلى الله وأكثر أجرا ممن عمل لعلة، إذ من المعلوم أن من يخدمك محبة فيك لا طلبا للأجرة هو عندك أعظم قدرا وأقرب محلا ممن خدمك لأجل الأجرة، ولولا الأجرة ما خدمك فافهم. والله تعالى أعلم.
روى الترمذي وقال حديث حسن والنسائي وابن حبان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" " اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " ".
قال ابن عباس رضي الله عنه: وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه. ولفظ رواية النسائي وابن حبان:
" " إن من خير أكحالكم الإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر " ".