(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نتعلم علم سحر ولا كهانة ولا تنجيما بالرمل والحصى ونحو ذلك ولا نصدق من يفعل ذلك، لكن رخص بعض العلماء في تعلم علم حل المعقود عن زوجته وإن عد ذلك من السحر لأن أصل تحريم السحر إنما هو لكونه يضر بالناس وهذا ينفعهم.
واعلم أنه قد غلب على الجهال في هذا الزمان إتيان المنجمين الذين يخبرون بالضائع والعمل بقولهم حتى الحكام فصاروا يعاقبون المتهوم اعتمادا على قول المنجم وهذا كله جهل بالشرائع، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد أنشد الإمام الشافعي رضي الله عنه فقال:
فوالله ما تدري الضوارب بالحصى * ولا زاجرات الطير ما الله صانع فسلهن هل يبدين غيبا متى الفتى * يلاقي المنايا أو متى السيل واقع واعلم يا أخي أن في السحر أمورا مكفرة كما أخبرني بذلك بعض من كان ساحرا وتاب من ذلك أنه لا يصح السحر قط من مسلم فلا بد أن يكفر حتى يصبح [يصح؟؟] السحر على يديه فقلت له وماذا كان وقع منك حتى صح منك السحر؟ فقال كنت أتوضأ كل يوم بالبول وأسجد للشمس عند طلوعها وعند غروبها، وقلت لآخر: ما كان عملك حتى صح لك هذا السحر؟ قال كنت إذا أردت أن أسحر أحدا أكتب سورة يس في إناء وأمحوها بالبول وقد كثرت السحرة من اليهود والنصارى في مصر وقراها وجعل الحكام عليهم فلوسا لأجل تقريرهم على ذلك وبعض النصابين من السحرة يعمل على عقل الرجال ويفعل الفاحشة في نسائهم، ويقول لذلك الرجل المحب للدنيا عندك في بيتك مطلب ما يفتح إلا أن تخلي أجنبيا بامرأتك سبعة أيام وأكثر وينام ويصبح معها، فيقول له افعل فيخلي الرجل زوجته مع ذلك النصاب ويصير يخدمهما بنفسه ويطعمهما أطيب الطعام حتى إن النصاب قال له لا بد من شرب الخمر معها فأتاهم بالخمر وبعضهم يقول لا يفتح إلا إن مكنتني زوجتك أطؤها على باب المطلب فيمكنه، وبعضهم يقول له لا يفتح المطلب إلا أن كتبت لها على فرجها كيت وكيت وبعضهم يقول لا يفتح المطلب إلا إن كتبت ورقة بمني ومنيها وعلقتها في عنقك ونحو ذلك من الأمور الخارجة عن الدين.
فانظر يا أخي ما يؤدي إليه حب الدنيا فإن أردت العمل بهذا العهد فاسلك على يد