أمالي الطوسي: عن السجاد (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: ما من شئ أتردد عنه ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت - الخبر (1). وفي معناه غيره (2). ورواه الكليني في الكافي نحوا مما سبق (3).
الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن، إنني لأحب لقاءه ويكره الموت - الخبر.
قال العلامة المجلسي في شرح هذا الخبر: قوله: " ما ترددت في شئ " هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين الفريقين (رواه العامة، كما في كتاب التاج (4). ومن المعلوم أنه لم يرد التردد المعهود في الخلق في الأمور التي يترددون في إمضائها إما لجهلهم بعواقبها أو لقلة ثقتهم بالتمكن منها، ولهذا قال: أنا فاعله أي لا محالة أنا أفعله لحتم القضاء بفعله. أو المراد التردد في التقديم والتأخير لا في أصل الفعل. وعلى التقديرين لا بد فيه من التأويل وفيه وجوه عند الخاصة والعامة. أما عند الخاصة فثلاثة:
الأول: أن يكون في الكلام إضمار، والتقدير: لو جاز علي التردد.
الثاني: أنه لما جرت العادة بأن يتردد الشخص في مساءة من يحترمه ولا يتردد في مساءة من لا يحترمه، صح أن يعبر عن احترامه بالتردد وعن إذلاله وعدم احترامه بعدمه.
الثالث: أنه ورد أن الله سبحانه عند قبض روح المؤمن يظهر لعبده من اللطف والكرامة ما يزيل عنه كراهة الموت ويوجب رغبته حتى يصير راضيا فأشبهت هذه المعاملة معاملة من يريد أن يؤلم حبيبه لما يتعقبه نفع عظيم فهو يتردد في أنه