أصله فيقطعني، وأصله فيقطعني، حتى لقد هممت لقطيعته إياي أن أقطعه. قال: إنك إذا وصلته وقطعك، وصلكما الله جميعا، وإن قطعته وقطعك، قطعكما الله.
بيان: قوله: * (وصلكما الله) * لعل ذلك لأنه تصير صلته سببا لترك قطيعته فيشملهما الله برحمته، لا إذا أصر مع ذلك على القطع، فإنه يصير سببا لقطع رحمة الله عنه وتعجيل فنائه في الدنيا وعقوبته في الآخرة، كما دلت عليه سائر الأخبار.
وفي قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " خذ على عدوك بالفضل فإنه أحد الظفرين " إشارة إلى ذلك فإنه إما أن يرجع أو يستحق العقوبة والخذلان.
الكافي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إني أحب أن يعلم الله أني قد أذللت رقبتي في رحمي وإني لأبادر أهل بيتي أصلهم قبل أن يستغنوا عني.
وفيه: عن حذيفة بن منصور، عنه (عليه السلام): اتقوا الحالقة، فإنها تميت الرجال.
قلت: وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم.
وفيه: عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن إخوتي وبني عمي قد ضيقوا علي الدار وألجؤوني فيها إلى بيت، ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم. قال: فقال: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: فانصرفت، ووقع الوباء في سنة 131 فماتوا والله كلهم، فما بقي منهم أحد. قال: فخرجت، فلما دخلت عليه قال: ما حال أهل بيتك؟ قال: قلت: قد ماتوا والله كلهم، فما بقي منهم أحد.
فقال: هو بما صنعوا بك، وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم تبروا، أتحب أنهم بقوا وأنهم ضيقوا عليك؟ قال: إي والله.
وفيه: عن الصادق (عليه السلام) قال: كفر بالله من تبرأ من نسب وإن دق.
أمالي الصدوق: عن علي (عليه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوف رسول الله (صلى الله عليه وآله) صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صل من قطعك، وقل الحق ولو على نفسك، وأحسن إلى من أساء إليك (1). وفي " صحب ": المنع من مصاحبة قاطع الرحم فإنه ملعون في كتاب الله في ثلاثة مواضع.