الضمير في قوله: * (فأنساه) * إلى يوسف، أو يكون بمعنى الصاحب يعني نسي الذي نجا ذكر صاحبه يوسف عند الملك، أو يكون بمعنى الملك يعني نسي ذكره عند الملك فيكون الضمير راجعا إلى الذي ظن أنه ناج منهما. فتدبر في ذلك. ومنه قوله تعالى فيه: * (فلما جائه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله) * - الآية وقوله:
* (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) *.
وقد يجئ الرب بمعنى المالك ومنه قول عبد المطلب في قصة أصحاب الفيل:
أنا رب الإبل وللبيت رب، وقول العرب في بركة عقد عنق فاطمة الزهراء (عليها السلام):
ورجع إلى ربه، كما تقدم في " برك ".
وقول الكاظم (عليه السلام) في رواية آداب المائدة وغسل اليد: يبدأ برب البيت لكي ينشط الأضياف - الخبر (1).
وقول القائل يوم حنين: لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن. يريد: إن يملكني ويصير لي ربا ومالكا (2).
وقول فيروز للنبي (صلى الله عليه وآله): إن ربي أمرني أن آتيه بك، فقال له: إن ربي خبرني أن ربك قتل البارحة (3).
وقد يجئ بمعنى المطاع، كما في قوله تعالى: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) *، كما يستفاد من كلمات الباقر (عليه السلام) في هذه الآية (4).
ويجئ بمعنى السائس والمدبر والمصلح والسيد، كما في المنجد وغيره.
وعلى ما تقدم يظهر معنى كلام مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سئل عن دابة الأرض فقال: هو رب الأرض الذي تسكن الأرض به. قال الراوي: قلت: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) من هو؟ قال: صديق هذه الأمة وفاروقها وربيها وذو قرنيها