عليك بعزيمة الله، وعزيمة محمد رسول الله، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك. ثم نقل ابتلاءه مع ابن عمه في طريق قرية بسبع وقراءته ما أمره وانصرافه عنهما. فلما كان من قابل ودخل على أبي عبد الله (عليه السلام) وأخبره الخبر قال: ترى أني لم أشهدكم؟! بئسما رأيت. ثم قال: إن لي مع كل ولي أذنا سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا. ثم قال: يا عبد الله، أنا والله صرفته عنكما، وعلامة ذلك أنكما كنتما في البرية على شاطئ النهر واسم ابن عمك مثبت عندنا، وما كان الله ليميته حتى يعرف هذا الأمر. إنتهى ملخصا (1).
وتقدم في " دنل " ما يتعلق بذلك.
نزول الرضا (عليه السلام) في بركة السباع، وذلك حين ادعت زينب الكذابة بخراسان أنها من نسل أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهما، فأجاءها الرضا (عليه السلام) إلى سلطان خراسان وقال: هذه كذابة، ومن كان بضعة من علي وفاطمة فإن لحمه حرام على السباع، فألقوها في بركة السباع، فإن كانت صادقة فإن السباع لا تقربها، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع.
فلما سمعت ذلك منه قالت: فأنزل أنت إلى السباع، فإن كنت صادقا فإنها لا تقربك. فقام الرضا (عليه السلام) وذهب إلى بركة السباع، فقام الناس والسلطان والحاشية وجاؤوا وفتحوا باب البركة، فنزل الرضا والناس ينظرون من أعلى البركة. فلما حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض على أذنابها وصار يأتي إلى واحد واحد، يمسح وجهه ورأسه وظهره، والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع. ثم طلع.
وقال لذلك السلطان: أنزل هذه الكذابة. فامتنعت، فألقوها. فلما رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها، واشتهر اسمها بزينب الكذابة (2).