ولا حجة الا فيما صح انه عليه الصلاة والسلام قاله أو فعله أو علمه فلم ينكره وإنما يلزم هذا الخبر من قال في قول أبي سعيد الخدري: كنا نخرج في زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من كذا واما نحن فلا والحمد لله رب العالمين * وأما من قال: انها معصية وأنها تقع فإنهم موهوا بما رويناه من طريق عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن عبيد الله ابن الوليد الوصافي العجلي عن إبراهيم - هو ابن عبيد الله بن عبادة بن الصامت - عن داود عن عبادة بن الصامت قال: " طلق جدي امرأة له ألف تطليقة فانطلق أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما اتقى الله جدك اما ثلاث فله واما تسعمائة وسبع وتسعون فعدوان وظلم. إن شاء الله عذبه وان شاء غفر له ": ورواه بعض الناس عن صدقة بن أبي عمران عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال: " طلق بعض آبائي امرأته فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ان أبانا طلق أمنا ألفا فهل له من مخرج؟ فقال إن أباكم لم يتق الله فيجعل له مخرجا بانت منه بثلاث على غير السنة وتسعمائة وسبع وتسعون اثم في عنقه " * وخبر روى من طريق محمد بن شاذان عن معلى بن منصور عن شعيب بن رزيق ان عطاءا الخراساني حدثهم عن الحسن قال نا عبد الله بن عمر " أنه طلق امرأته وهي حائض ثم أراد أن يتبعها تطليقتين أخريين عند القرأين الباقيين فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن عمر ما هكذا أمرك الله انك قد أخطأت السنة "، وذكر الخبر وفيه، فقلت يا رسول الله لو كنت طلقتها ثلاثا أكان لي أن أراجعها؟ قال: لا كانت تبين وتكون معصية والخبر الذي ذكرناه آنفا من طريق إسماعيل ابن أمية الذراع عن حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلق في بدعة ألزمناه بدعته * وذكروا عمن دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرناه آنفا من قول عمر في حديث طاوس ان الناس قد استعجلوا امرا كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم، ومن طريق عبد الرزاق عن إسماعيل بن أبي عبد الله أخبرني عبيد الله ابن العيزار أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان عمر إذا ظفر بمن طلق ثلاثا أوجع رأسه * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال:
من طلق امرأته ثلاثا طلقت وعصى ربه، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: كان ابن عباس إذا سئل عمن طلق امرأته ثلاثا قال لو اتقيت الله لجعل لك مخرجا * قال أبو محمد: لا نعلم لهم شيئا يشغبون به الا هذا، وكله لا حجة لهم فيه، أما حديث عبادة بن الصامت ففي غاية السقوط لأنه اما من طريق يحيى بن العلاء وليس بالقوى