منها متغفلا لها وغير متغفل إلى ما بطن منه وظهر ولا يجوز ذلك في أمة يريد شراءها ولا يجوز له أن ينظر منها الا إلى الوجه والكفين فقط لكن يأمر امرأة تنظر إلى جميع جسمها وتخبره * برهان ذلك قول الله عز وجل: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) فافترض الله عز وجل غض البصر جملة كما افترض حفظ الفرج فهو عموم لا يجوز أن يخص منه الا ما خصه نص صحيح وقد خص النص نظر من أراد الزواج فقط كما روينا من طريق أبى داود نا مسدد نا عبد الواحد بن زياد نا محمد بن إسحاق عند أود بن الحصين عن واقد بن عبد الرحمن هو ابن سعد بن معاذ عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة فان استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) قال جابر فخطبت امرأة من بنى سلمة فكنت أتخبئ تحت الكرب حتى رأيت منها بعض ما دعاني إليها، وقد رويناه أيضا من طرق صحاح من طريق أبي هريرة. والمغيرة بن شعبة فكان هذا عموما مخرجا لهذه الحال من جملة ما حرم من غض البصر، وأما النظر إلى الجارية يريد ابتياعها فلا نص في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حجة فيما جاء عن سواء * وقد اختلف الناس في ذلك فصح عن ابن عمر إباحة النظر إلى ساقها وبطنها وظهرها ويضع يده على عجزها وصدرها ونحو ذلك عن علي ولم يصح عنه، وصح عن أبي موسى الأشعري إباحة النظر إلى ما فوق السرة ودون الركبة، وروى عن سعيد بن المسيب، وروينا عن الأسود بن يزيد انه لم يستجز النظر إلى ساقها * قال أبو محمد: فبقي أمر الابتياع على وجوب غض البصر، وأما الوجه والكفان فقد جاء فيهما الخبر المشهور الذي أوردناه في غير هذا المكان من أمر الخثعمية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحج عن أبيها؟ وان الفضل بن العباس جعل ينظر إلى وجهها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل عنها ولم يأمرها بستر وجهها ففي هذا إباحة النظر إلى وجه المرأة لغير اللذة، وأما الكفان فروينا من طريق مسلم نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا أبى نا شعبة عن عدى هو ابن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أضحى أو فطر فصلى ركعتين ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقى خرصها وتلقى سخابها) * ومن طريق أبى داود نا أحمد بن حنبل نا عبد الرزاق. ومحمد بن بكر قالا جميعا:
انا ابن جريج أخبرني عطاء قال: (سمعت جابر بن عبد الله يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فبدا بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب ثم نزل فأتى النساء فذكرهن