فرق * برهان ذلك قول الله عز وجل: (وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن) فلم يخص عز وجل كون الحمل منه أو من غيره، وسواء وطئها الزوج أو لم يطأها لان الله تعالى قال ما ذكرنا وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها) * قال أبو محمد: فاحتمل أن يستثنى هذه من الأولى فيكون المراد وأولات الأحمال أجلهن ان يضعن حملهن الا اللواتي لم تمسوهن وهن حوامل منكم من تشفير أو من غيركم، واحتمل أن تستثنى الأولى من هذه فيكون المراد ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها الا ان يكن حوامل منكم أو من غيركم فواجب أن تنظر أي الاستعمالين أو أي الاستثناءين هو الحق إذ قد ضمن عز وجل بيان ذلك فيما انزل الينا من شرائعه فوجدنا خبر عبد الله بن عمر في طلاق امرأته وقد ذكرناه في أول مسألة من الطلاق في كتابنا هذا باسناده فوجدنا فيه انه صلى الله عليه وسلم قال: مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا منه وفيه أيضا إذا طهرت فليطلق أو ليمسك وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لقبل عدتهن) * قال أبو محمد: نصح ان طلاق الحامل جائز عموما إذ هذا منه عليه الصلاة والسلام تعليم لكل مطلق إلى يوم القيامة سواء كان الحمل منه أو من غيره لأنه عليه الصلاة والسلام لم يخص حاملا من حامل من غيره وان تلك الحال هو قبل عدتها فوجبت العدة عليها بما ذكرنا ولم يجز أن يسقط هذا الحكم الا بيقين ولا يقين في سقوطه الا في المطلقة التي لم يطأها وليست حاملا فقط وإذا صح ان عليها العدة فقد وجب ضرورة ان له الرجعة عليها ما دامت في العدة من طلاقه وعليه النفقة ويتوارثان ويلحقها إيلاؤه وظهره ويلاعنها لقوله تعالى: (وبعولتهن أحق بردهن في ذلك) وبقوله تعالى (فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف) وبالله تعالى التوفيق، وكذلك نقول: إنه ان طلقها وعدتها بالأقراء أو بالشهور ثم حملت قبل تمام العدة منه أو من غيره بزنا أو باكراه فإنها تنتقل عدتها إلى وضع ذلك الحمل فإذا وضعت فقد تمت عدتها وكذلك لو مات فحملت في عدتها من وفاته من زنا أو إكراه فان عدتها تنتقل إلى عدة الحامل بوضع الحمل لان كل ذلك داخل في عموم قوله تعالى:
(وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) وقد غلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الحمل في الوفاة على الأربعة الأشهر والعشر كما روينا من طريق أحمد بن شعيب أنا حسين ابن منصور بن جعفر النيشابوري أنا جعفر بن عون نا يحيى بن سعيد هو الأنصاري