في الاخبار الثابتة إذا خالف شيئا منها راويه فهو دليل على سقوطه وهذا خبر إنما ذكر من طريق ابن عباس والثابت عن ابن عباس ابطال طلاق المكره كما ذكرنا آنفا، واما خلافهم له فإنهم. لا يجيزون طلاق الصبي الذي لم يبلغ وعموم هذا الخبر الملعون يقتضى جوازه كما يقتضى عندهم جواز طلاق المكره: فان ادعوا في ابطال طلاق الصبي الاجماع على عادتهم في استسهال الكذب في دعوى الاجماع بين كذبهم ما روينا من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عمن سمع علي بن أبي طالب انه كان يقول: " اكتموا الصبيان النكاح " ومن طريق الحجاج بن المنهال نا هشيم أنا المغيرة عن إبراهيم انه كان لا يهاب شيئا من أمر الغلام الا الطلاق، ومن طريق وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب في طلاق الصبي قال: إذا صام رمضان وأحصى الصلاة جاز طلاقه، ومن طريق وكيع عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يكتمون الصبيان النكاح إذا زوجوهم مخافة الطلاق، فان قيل ففي هذا الخبر وكان إذا وقع لم يره شيئا قلنا: نعم هذه حكاية عن إبراهيم لا عن أصحابه الذين حكى عنهم كتمان الصبيان زواجهم مخافة الطلاق * واحتجوا أيضا بآثار فيها " ثلاث جدهن جد وهزلهن جد. النكاح. والطلاق.
والرجعة " وهي أخبار موضوعة لأنها إنما فيها حكم الهاذل والجاد لاذكر للمكره فيها، وبعد فإنما رويناها من طريق عبد الرحمن بن حبيب بن أدرك وهو منكر الحديث مجهول لان قوما قالوا عن عبد الرحمن بن حبيب وقوما قالوا حبيب بن عبد الرحمن وهو مع ذلك متفق على ضعف روايته، أو من طريق وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال رجال يلعبون بحدود الله يقول أحدهم قد طلقت ثم راجعت " وهذا مرسل ولا حجة في مرسل وليس فيه أيضا جواز طلاق مكره. أو عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من طلق لاعبا أو أنكح لاعبا أو نكح لاعبا أو أعتق لاعبا فقد جاز " ولا حجة في مرسل وليس فيه أيضا لطلاق مكره أثر، ومن طريق فيها إبراهيم بن محمد بن أبي ليلى وهو مذكور بالكذب ثم ليس فيه الا من طلق لاعبا أو أعتق لا عبا وليس فيه للمكره ذكر، أو من طريق ابن جريج ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا فاحش الانقطاع ثم ليس للمكره ذكر وإنما فيه من نكح لاعبا أو طلق لاعبا، وان قالوا هو طلاق: قلنا كلا ليس طلاقا إنما الطلاق ما نطق به المطلق مختارا بلسانه قاصدا بقلبه كما أمر الله تعالى وأنتم تسمون نكاح المتعة ونكاح عشر نكاحا فأجيزوه لذلك فإذ قد بطل كل ما موهوا به فعلينا ايراد البرهان بحول الله