متروكا مطلقا، كالكيل في هذا العصر.
ففي الحقيقة هذا الفرض خارج عن محل البحث; لأن اقتراح الكيل في هذا العصر بالنسبة إلى طعام، إنما هو من الاقتراحات الشخصية غير المعتبرة، بخلاف ما إذا كان الكيل متعارفا، كعصر النبي والأئمة (عليهم السلام); مما يظهر من جملة من الأخبار - بل من الكتاب المجيد - أن الكيل كان مستقلا في قبال الوزن، وأن الكيل كان متعارفا، بل أكثر من تعارف الوزن كما أشرنا إليه (1).
فقوله تعالي: (ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون) (2) ظاهر في أن الكيل في قبال الوزن، ولا سيما مع العطف ب «أو».
وهذا يظهر من الأخبار أيضا، ففي صحيحة معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يبيع البيع قبل أن يقبضه.
فقال: «ما لم يكن كيل أو وزن فلا تبعه حتى تكيله أو تزنه...» إلى آخرها (3).
وقريب منها صحيحة منصور بن حازم (4) ورواية أبي بصير (5) ورواية