منصور (1)... إلى غير ذلك (2) مما هي ظاهرة في استقلال الكيل، وعدم كونه لتعيين الوزن.
نعم، يظهر من بعض الروايات، أن بعض المكاييل كان مقدرا بالوزن (3)، كالصاع، والرطل، بل الكر أيضا، لكن يحتمل كون أمثال ذلك مكاييل برأسها حتى المد، كما صرح به أهل اللغة (4)، وإنما قدرت بالوزن فيما بعد، لا أن الوزن فيها أصل.
وكيف كان: لا منافاة بينها وبين ما تقدم; لاحتمال تداول كليهما في أرجاء الحجاز، بل واحتمال كون الكيل متداولا في ذلك العصر بين أعراب البوادي، الذين كانوا بعيدين عن الحضارة، والوزن والكيل متعارفين في الأمصار، ففي بعض الروايات ذكر وسق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقدر بستين صاعا (5) والظاهر منه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قدره بهذا المقدار.
ولا يبعد أن يقال: إن الوسق كان في الأصل حمل بعير، ثم قدره