الأعمى يضرب عثمان رضي الله عنه، فصاح الناس بالأعمى إنك تضرب أمير المؤمنين، وله وقائع كثيرة رضي الله عنه.
ومنهم من كان يؤذي أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكرمهم لأجله صلى الله عليه وسلم، كما وقع لأبي بكر حتى خطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال هل أنتم تاركوا لي صاحبي.
وحتى أحوجوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيان مرتبته بقوله:
سدوا عني كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر.
ومنهم من كل يتحمل الأذى من جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكرههم لأجله إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولو فعلوا معه من الأذى ما فعلوا، ومنهم من كان يؤذي جاره كما يدل عليه قصة من شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جاره كان يؤذيه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
اطرح متاعك على الطريق وكل من مر عليك وقال ما هذا؟ فقل له جاري يؤذيني.
ومنهم من كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم لأجل العلم والأدب بشرط أن يملأ له صلى الله عليه وسلم بطنه كأبي هريرة وذلك لئلا يصير له تلفت إلى غيره صلى الله عليه وسلم وينقطع خاطر مفارقته لأجل الجوع ومنهم من كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم لأجل العلم والأدب ولا يشرك معه علة من العلل، ومنهم من كان يشح بإخراج الزكاة كثعلبة، ومنهم من كان يسمح بأطايب أمواله للفقراء، ومنهم من كان كثير المال كعبد الرحمن بن عوف، ومنهم من كان لا يملك عشاء ليلة كما في قصة من وقع على زوجته في رمضان، ومنهم من كان يعجب بملبسه كالذي خسف به في زقاق أبي لهب بمكة، ومنهم من كان لا يعجب بشئ من ملبسه ولا غيره كأبي بكر رضي الله عنه وغيره، ومنهم من كان يظهر الغنى وليس في بيته شئ يأكله، ومنهم من يكون عنده الدنيا وهو يظهر الفقر ويأخذ من الزكوات والصدقات، كالذي وجدوا في حجزة إزاره بعد موته ثلاثة دنانير أو دينارين فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
كيات أو كيتان من نار.