عن شيخه، ومنهم من لا يبرح من حول شيخه ولو أغلظ عليه القول، ومنهم من إذا أغلظ عليه الشيخ القول هرب منه كما أشار إليه قوله تعالى:
* (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) *.
ومنهم من يريد الدنيا وزينتها وهو غافل عن الآخرة، ومنهم من يريد الدنيا للآخرة كعبد الرحمن بن عوف ومنهم من لا يريد الدنيا كأهل الصفة، ومنهم من يقول لشيخه قد أكثرت جدالنا وتنقيصنا بين الناس، كما قال قوم نوح:
* (يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) *.
فلا يؤمنون لنصحه حتى يروا العذاب الأليم، ومنهم من يقول لشيخه بلسان المقال أو الحال لن نؤمن لك إلا إن أريتنا كرامة كما قالت قريش:
* (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا) *.
إلى آخر النسق، وكما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام:
* (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) *.
ثم طائفة لا يؤمنون بقول شيخهم لهم إن فعلتم كذا وقع لكم من العقوبة كذا إلا إن وقع، ومنهم من يفدي شيخه بنفسه في المهالك كما فعل سعد بن أبي وقاص، ومنهم من لا يقدر على ذلك، ومنهم من إذا ذكرت عيال شيخه بسوء يكاد يتميز غيظا كما وقع لأكابر الصحابة في قصة عائشة، ومنهم من لا يتميز بل خاض مع الخائضين، ومنهم من يمتثل أمر شيخه في السفر في مصالح العباد مثل ما كان أكابر الصحابة يفعلون، ومنهم من يكره ذلك ويؤثر الدعة والراحة كما وقع لمن تخلف عن غزوة تبوك، ومنهم من يحب شيخه أكثر من أهله وماله وولده، ومنهم من يؤثر ماله وولده وأهله في المحبة على شيخه فلو قال له أخرج لفلان عن دينار وإلا هجرتك ومنعتك من مجالستي لاختار عدم دفع الدينار على القرب من شيخه، ومنهم من يخاف على تغير خاطر شيخه ويعتقد أن الحق تعالى يغضب لغضبه، ومنهم من يؤذي شيخه وولده وأصحابه وعياله ولا عليه من تغيير خاطره ومنهم من يمتثل أمر شيخه فيما إذا قال له أعط أخاك نصف مالك وقاسمه كما وقع للمهاجرين مع الأنصار، ومنهم من لا يمتثل ولا يسمح لأخيه بدرهم، ومنهم من يمتثل أمر شيخه إذا أمره بأن يؤثر أخاه على نفسه في وظيفة أو بيت أو خلوة أو مال، ومنهم من لا يمتثل