وقد حكى لي الشيخ عبد السلام الرماصي أن شخصا من البربرة المجاورين في جامع الأزهر سرقت حوائجه في الجامع فصار يتعجب ويقول اليهود والنصارى ما يدخلون الجامع والمسلمون ما يسرقون فمن أخذ حوائجي؟ فقال له شخص الفار أخذهم فقال نعم هذا صحيح وذلك أن البربرة عندهم الأمانة فقاسوا جميع المسلمين على أنفسهم.
فعلم أن من لم يسلك على يد شيخ كما ذكرنا فمن لازمه التضمخ بأخلاق الشياطين التي هي كلها فساد.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: جميع الصفات البشرية مجموعة في كل ذات، ففي الأكابر ما في الأصاغر وعكسه، لكن المحاسن ظهرت في الأكابر وخفيت في الأصاغر ولذلك دعوا إلى الترقي، والمساوي ظهرت في الأصاغر وخفيت في الأكابر، ولذلك يجوز في حق الولي أن يقع في الكبائر ويجوز في حق الكافر أن يسلم.
وما خرج عن هذه القاعدة إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإنهم محاسن صرف ليس فيهم شئ من المساوي.
وسمعت أخي أفضل الدين يقول: لا يصح من عبد سلامة الصدر إلا بعد تصفيته من استعمال شئ من المساوي، وهناك يقول أن جليسه لا يقع في معصية ومتى جوز ولو غفلة وقوع أحد في معصية فمن لازمه عدم التطهر من تلك الصفة التي يجوز وقوع الغير فيها.
* (والله غالب على أمره) * * (والله غفور رحيم) *.
روى الترمذي وقال حديث حسن عن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" " يا بني إن قدرت على أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل " ". وروى الإمام أحمد بإسناد على شرط الشيخين والنسائي وأبو يعلى والبزار عن أنس قال:
" " كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ذلك في ثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم، وذلك الرجل يطلع فتبعه عبد الله