يحمله إلى زاوية الخلفاء التي بين السورين فحمله في ساعة إلى الحرام المدني فقال أنزل فهذه زاوية الخلفاء فزار ورجع بجراب تمر إلى بيته بزاوية الخلفاء فأعطاه أجرته دينارا فرده وأخذ عثمانيا اه.
وكان سيدي علي الخواص رضي الله عنه يرسل أصحاب الحوائج إلى شخص يبيع الفجل على باب جامع الأزهر فيقضيها لهم في الحال.
وجاءه شخص وفي حلقه علقة صارت مثل السمكة فقال له اذهب إلى الرجل الذي يبيع الفجل على باب جامع الأزهر وأعطه جديدا، وخذ منه حزمة فجل فكلها ففعل الرجل فأكل منه ورقة واحدة فعطس فطلعت العلقة من حلقه.
وأخبرنا الشيخ أن هذا الرجل كان لا يأكل أحد من فجله وببدنه مرض من جذام أو برص أو غيرهما إلا شفي.
وسمعته يقول: إن الله تعالى أعطى أرباب الأحوال في هذه الدار التقديم والتأخير والولاية والعزل والقهر والتحكم على الله تعالى الذي هو الإدلال عليه ونفوذ الأمر في كل ما أرادوه من الأمور، فإياكم والإنكار على أحد إلا بعد التوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحفظكم من ذلك الرجل وإلا فربما مقتكم فهلكتم.
وسمعت سيدي عبد القادر الدشطوطي يقول: أرباب الأحوال مع الله كحالهم قبل خلق الخلق وإنزال الشرائع اه.
قلت: ورأيت عند سيدي علي الخواص إبريقا كبيرا يضعه في حانوته بجنبه ليس فيه غير الإبريق، وكان يزن أجرة الحانوت كل شهر نصفين لأجل هذا الإبريق وكان كل من جاءه مكروبا في أمر عظيم كخوف القتل فما دونه يقول له افتح هذا الباب واشرب من الإبريق الذي هناك بنية قضاء حاجتك، فكان الناس يفعلون ذلك فتقضى حوائجهم، فقلت له في ذلك فقال إن الأربعين يشربون منه كل ليلة، وكان الإبريق يخبرهم بحاجة كل من شرب منه عقب شربه فيقضون حاجته.
فتأمل في هذه الحكايات فإنها غريبة، وإنما ذكرتها لك لتحفظ الأدب ولا تقول أبدا إنك خير من أحد من خلق الله تعالى، لعلمي بأن مثل ذلك هو ذنب إبليس الذي طرده الله ولعنه بسببه.
* (والله غفور رحيم) *.