بيان: إعلم أن الرياء مشتق من الرؤية، والسمعة مشتق من السماع، وإنما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير، إلا أن الجاه والمنزلة يطلب في القلب بأعمال سوى العبادات وغيرها. والرياء طلب المنزلة باظهار العبادات (1).
الكافي: عن ابن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد الله عز وجل بالقليل من عمله أظهر [ه] الله له أكثر مما أراد، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله، أبى الله عز وجل إلا أن يقلله في عين من سمعه (2).
الكافي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك، قال: لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (3).
أمالي الصدوق: عن ابن زياد، عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل: فيما النجاة غدا؟ فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان، ونفسه يخدع لو يشعر، فقيل له:
وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله به ثم يريد به غيره، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء، فإنه شرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر! يا فاجر! يا غادر! يا خاسر! حبط عملك، وبطل أجرك، ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له (4).
قرب الإسناد: بهذا الإسناد قال (صلى الله عليه وآله): إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنك مرائي فليطل صلاته ما بدا له ما لم يفته وقت فريضة - الخ (5).
عدة الداعي: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن لكل حق حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شئ من عمله لله (6).