وصح عن الحسن البصري طلاق المكره لا يجوز وهو أحد قولي عمر بن عبد العزيز، وصح أيضا عن عطاء. وطاوس وأبى الشعثاء جابر بن زيد. وعن الحجاج بن المنهال نا أبو عوانة عن المغيرة عن إبراهيم قال الطلاق ما عنى به الطلاق وهو قول مالك.
والأوزاعي. والحسن بن حي. والشافعي. وأبي سليمان. وأصحابهم وأحد قولي الشافعي * وروى خلاف ذلك عن عمر كما روينا عن سعيد بن منصور نا فرج بن فضالة حدثني عمرو بن شراحيل المعافري ان امرأة سلت سيفا فوضعته على بطن زوجها وقالت والله لأنفذنك أو لتطلقني فطلقها ثلاثا فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فامضى طلاقها: وعن ابن عمر روينا عنه انه سأله رجل فقال له انه وطئ فلان على رجلي حتى أطلق امرأتي فطلقتها فكره له الرجوع إليها، وهذا يخرج على أنه لم ير ذلك اكراها، وروى أيضا عن عمر بن عبد العزيز وروينا عن علي بن أبي طالب كل الطلاق جائز إلا طلاق المعتوه وقد روينا عنه قبل ابطال طلاق المكرة. وروى أيضا عن إبراهيم وصح عن أبي قلابة. والزهري. وقتادة. وسعيد بن جبير وبه أخذ أبو حنيفة وأصحابه، وقول ثالث وهو ان طلاق المكره ان أكرهه اللصوص لم يلزمه وان أكرهه السلطان لزمه رويناه عن الشعبي، وقول رابع رويناه عن إبراهيم أنه قال إن اكره ظلما على الطلاق فورك إلى شئ آخر لم يلزمه فإن لم يورك لزمه ولا ينتفع الظالم بالتوريك وهو أحد قولي سفيان * قال أبو محمد: احتج من أجازه بخبر رويناه من طريق بقية عن الغازي بن جبلة عن صفوان بن عمرو الأصم الطائي عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن رجلا جلست امرأته على صدره وجعلت السكين على حلقه وقالت له طلقني أو لأذبحنك فناشدها الله تعالى فأبت فطلقها ثلاثا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لا قيلولة في الطلاق " ومن طريق سعيد بن منصور حدثني الوليد بن مسلم عن الغازي بن جبلة الجبلاني انه سمع صفوان يقول إن رجلا جلست امرأته على صدره فوضعت السكين على فؤاده وهي تقول لتطلقني أو لأقتلنك فطلقها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام لا قيلولة في الطلاق، وهذا خبر في غاية السقوط، صفوان منكر الحديث، وبقية ضعيف، والغازي بن جبله مغموز. وذكروا خبرا آخر من طريق عطاء بن عجلان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل الطلاق جائز الاطلاق المعتوه المغلوب على عقله " وهذا شر من الأول لان عطاء بن عجلان مذكور بالكذب:
والعجب أن المحتجين به أول المخالفين له لأصل فاسد لهم، اما أصلهم فإنهم يقولون