زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رفاعة القرظي طلق امرأته فتزوجت بعده عبد الرحمن ابن الزبير فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله انها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وانه والله ما معه الا مثل هذه الهدبة وأخذت بهدبة من جلبابها فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوب عسيلتك " وذكر الحديث * قال أبو محمد: فهذه تذكر ان زوجها لم يطأها وان إحليله كالهدبة لا ينتشر إليها وتشكو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتريد مفارقته فلم يشكها ولا اجل لها شيئا ولا فرق بينهما وفي هذا كفاية لمن عقل * فاعترض بعض المخالفين في هذا الأثر الصحيح بآثار واهية أحدها من طريق ابن نافع عن مالك عن المستورد بن رفاعة عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير " ان رفاعة بن شموال طلق امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فنكحا عبد الرحمن بن الزبير فاعترض عنها فلم يستطع ان يغشاها ففارقها فأراد رفاعة ان ينكحها وهو زوجها الأول فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لك حتى تذوقي عسيلته " * قال أبو محمد: وهذا منقطع لا حجة فيه ثم عن المستورد بن رفاعة عن الزبير بن عبد الرحمن وهما مجهولان وهو خبر غير معروف عن مالك ثم لو صح لما كان فيه اعتراض على الخبر الذي احتججنا به لأننا لا ننكر ان يطلقها عبد الرحمن مختارا فبطل تمويههم به جملة * والخبر الثاني رواه ابن قانع راوي كل بلية عن يحيى بن محمد البختري الذي لا يعرف من هو عن هدبة بن خالد عن وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة " ان امرأة رفاعة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم " وذكر الحديث إلى قوله " فلا تحلين له حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته فقالت: يا رسول الله انه قد جاءني هبة واحدة " * ورويناه أيضا من طريق ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بحديث امرأة رفاعة القرظي فذكرت فيه انها قالت: فإنه يا رسول الله قد جاءني هبة " * قال أبو محمد: عبد الرحمن بن أبي الزناد في غاية الضعف ثم لو صح كل هذا لكان لا متعلق لهم فيه لأنه ليس في شئ. من هذين الخبرين الساقطين، " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انه إنما أسقط التأجيل أو التفريق من اجل تلك الهبة ولا ان عائشة قالت ذلك " فصح انها كهانة كاذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما جاء لفظ الهبة صحيحا في حديث رويناه من طريق البخاري نا محمد نا أبو معاوية - هو الضرير - نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين قالت: " طلق رجل امرأته فتزوجت زوجا غيره فطلقها
(٦٢)