الثنايا سواء، وقد ذكرنا آنفا اختلاف الصحابة في التفضيل بين الأسنان، وسنذكر في باب الأصابع اختلافهم في الأصابع فمن الباطل البحت أن يأمر ابن عباس بقياس الأضراس على الأصابع والنص قد جاء فيهما معا مجيئا واحدا والخلاف فيهما معا موجود وإنما معنى قول ابن عباس اعتبروها بالأصابع إنما هو انه كانوا يخالفونه فيرون المفاضلة بين الأسنان والأضراس لتفاضل منافعهما لا يرون ذلك في الأصابع وان كانت مختلفة المنافع فكان يبكتهم ابن عباس بذلك ويريهم تناقضهم في تعليلهم ويبطل تعليلهم بذلك ويأمرهم بأن يتفكروا فيها بقولهم في الأصابع لان العبرة في كلام العرب إنما هو التفكر والتعجب والتدبر فقط * وأما التابعون فحدثنا محمد بن سعيد بن نبات نا عبد الله بن نصر نا قاسم ابن أصبغ نا ابن وضاح نا موسى بن معاوية نا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه انه كان يسوى بين الأسنان في الدية ويقول إن كان للثنية جمال فان للضرس منفعة * وبه إلى وكيع نا شعبة عن سلمة بن كهيل عن شريح قال: الأسنان سواء * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري. وقتادة قالا جميعا: في كل سن خمس من الإبل الأضراس والأسنان سواء * وبه إلى عبد الرزاق [عن محمد بن راشد] (1) قال سمعت مكحولا يقول. الأصابع سواء والأسنان سواء، وبه إلى عبد الرزاق عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال في كتاب لعمر بن عبد العزيز: في الأسنان خمس خمس من الإبل * قال أبو محمد: وبهذا يقول أبو حنيفة. ومالك والشافعي واحمد.
وأبو سليمان وأصحابهم وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه، وهنا قول آخر كما روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن طاوس عن أبيه " ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى في السن بخمس من الإبل " قال طاوس: وتفضل كل سن على التي تليها بما يرى أهل الرأي والمشورة * وبه إلى عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي طاوس قال: قلت لأبي من أين يبدأ؟ قال الثنيتان خير من الأسنان. قال ابن جريج: وأخبرني عمرو بن مسلم انه سمع طاوسا يقول: يفضل الناب في أعلى الفم وأسفله على الأضراس قال: وفى الأضراس صغار الإبل * قال أبو محمد رضي الله عنه: وقد روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء بن أبي رباح الأسنان قال عطاء في الثنيتين والرباعيتين [والنابين] (2) خمس خمس وفيما بقي بعيران بعيران أعلى الفم وأسفله سواء كل ذلك سواء والأضراس