- حتى بلغ - عليم حكيم) ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه - حتى بلغ وابن السبيل) ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى - حتى بلغ - والذين جاءوا من بعدهم) ثم قال هذه استوعبت المسلمين عامة ولئن عشت ليأتين الراعي وهو بسر وحمير نصيبه منها لم يعرق به جبينه (فصل) ولم تكن الغنائم تحل لمن مضى من الأمم وإنما علم الله ضعفنا فطيبها لنا رحمة لنا ورأفة بنا وكرامة لنبينا صلى الله عليه وسلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي - فذكر فيها - أحلت لي الغنائم) متفق عليه وقال سعيد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس غيركم، كانت تنزل نار من السماء فتأكلها) ثم كانت في أول الاسلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل قول الله تعالى (يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) ثم صار أربعة أخماسها للغانمين والخمس لغيرهم بدليل قول تعالى (واعلموا إنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه) فأضاف الغنيمة إليهم وجعل الخمس لغيرهم فيدل ذلك على أن سائرها لهم وجرى ذلك مجرى قوله تعالى (وورثه أبواه فلأمه الثلث) أضاف ميراثه إليهما ثم جعل للام منه الثلث فدل على أن الباقي للأب وقال تعالى (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) فأحلها لهم (مسألة) قال (فالفئ ما أخذ من مال مشرك بحال ولم يوجف عليه بخيل ولا ركاب والغنيمة ما أوجف عليها) الركاب الإبل خاصة والايجاف أصله التحريك والمراد ههنا الحركة في السير إليه. قال قتادة فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ما قطعتم واديا ولا سيرتم إليها دابة إنما كانت حوائط بني النضير أطعمها الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عبيد الايجاف الايضاع يعني الاسراع، وقال الزجاج الوجيف دون التقريب من السير يقال وجف الفرس وأوجفت أنا قال الله تعالى (ما أفاء الله على رسوله منهم
(٢٩٨)